

اهلا بيكم اعزائي المستمعين مع برنامجكم الاذاعى صندوق حكايات
واليوم موعدنا مع حكاية جديدة من حكايات الحياة
حكاية تعانقت فيها روحين بعطر من حنين الزمان في لقاء بحثت فيه الروح عن نصفها الأخر وقد حملت صاحبة الرسالة أسم يقين وما أجمله من اسم يقين في مشاعر ناعمة ربطت بين روحها وروح يعقوب لتنفض روحها باحثة عنه من النظرة الأولى استجابة لنداء روحه لتكون البداية
هي بنا نستمع معا الي حكاية يقين والتي حملت أسم كلمات
على ضوء القمر تقدمت كقمر مكتمل في ليلة تمامه
بثوب ملكي بلون الابيض كضوء القمر مرصع بحلى رقيق من الفضة وحبات اللؤلؤ بشعر مصفف يزينه تاج يكمل لوحة جمالها تقدمت خطوات لتجده أمامها فارسها مرتديا ملابس بيضاء ملكية مزينة برابطة عنق من نفس لون ذلك الليل متقدما ليحتضن يديها في شوق مسافر عبر الزمن الي لمساتها وما أن أحتضن يديها حتى دقت نغمات تلك الأغنية التي تعيدها لذكرى ما
اغنية كلمات لماجدة الرومى
مع بداية كلماتها يسمعنى حين يراقصني بكلمات ليست كالكلمات اقترب جسده من جسدها محتنضا دقاته الي دقاتها غارقا في بحور عينيها بعشق متيم من قبل لحظات الميلاد .
ومع دقات المطر الأسود في عينيه يتساقط زخات زخات تغرق هي في رونق عينيه المحتضة روحها .
تعلو الدقات متحركة بين أحضانه كنسمة ولدت لتوها في ساعات الحياة .
تغمض عينيها متذكرة اللقاء الأول
محطة القطار مستقلة قطار ناظرة من النافذة لتجده أمامها على رصيف القطار وكأنه قد جاء في ذلك اليوم لها فقط ليجمع روحهما ذلك اللقاء الذي أحتضن روحها بصدفة رتبها القدر من قبل ميلادهم في لحظة كمقتنى تحف نادرة انتقاها قلبه بروحها الناعمة التي لا تشبه أحد وكأن روحها قد خلقت لتكمل روحه .
تلك اللحظة التي شعرت بدقات قلبها تثب في سباق وكأن قلبها يناديها ان تتحرك إتجاة ابتسامته الدافئة في لمعة عيونها .
وقبل أن تتحرك من مكانها أو يتقدم هو دقت صفارات القطار وفي نقس التوقيت كانت تلك الاغنية التي شهدت على لقاء الميلاد … اغنية كلمات تشدو بصوتها من مكان قريب مع عطر من مكان خفى أشتمه في أنفاسه مزيج من الورد والفانليا .
وبدقات لقاء لم يكتمل عادوا للواقع مع تحرك القطار ذلك القطار الذي لا يعرف يعقوب الي يتجه كل ما يعرفه أن ذلك القطار قد تحرك مسرعا حاملا قطعة من روحه معها سلخت منه في لحظة عودة الي الواقع ، حاول في طفولية فطرته التي لامستها روح تلك الفتاة أن يجرى وراء القطار لكن لا جدوى فهل من أحد يستطيع اللحاق بقطار تحرك الي المجهول ؟
في داخل القطار ولازالت عين يقين متعلقة بذلك الشاب وفي حالة من صدمة غير مستوعبة ما كان من لحظات كدقات مدت قلبها بشريان من الحياة في لحظات ميلاد وبنظرة تائهة أفرجت عينها عن دمعة بشهقة فى قلبها وكأنها نزعت من بيتها للتو .
تحرك القطار في سرعة وكذلك ساعات الحياة لتمضى بكل منهما في طريق مختلف ولكن بقى ذلك الجزء من أرواحهم هناك على رصيف القطار لم يتحرك وكأنه في انتظار عودتهم مرة اخرى لإكتمال لوحة لم يظهر في ملامحها ألوان سوى وميض خفي وكأنه نداء من زمان ما .
مرت الايام ولم تفارق ملامح تلك الفتاة خياله يجوب كل مكان بحثا عن ذلك الوميض الخفي الذي أحتضن دقات روحه ليخرج بها خارج حدود الزمان ليدخلها جنة الأرض لحظة لقاءها ولكن لا أثر لها.
وفي مكان أخر تعبث يقين بفرشاتها على لوحتها لتخرج من بين الالوان صورته مكتملة أمامها وكأنها خرجت من بين ثنايا روحها متجسدة على لوحتها البيضاء تتحسها بأطراف أناملها ملتمسة ذلك الدفء الذي سكنت به كل أوجاع روحها في لحظة لقاءه الوحيدة ، لتعود من شرودها على دقات هاتفها مرردة اغنية كلمات لماجدة الرومى تلك الاغنية التى تحفظ حروفها منذ الصغر وتذكرها بتلك اللحظة التي شهدت روحها ذلك الدفء الخفي في نداء روحها لذلك المجهول … لم ترد على الهاتف لتعود في شرودها ناظرة الي لوحتها مرردة بدقات همساتها الداخلية
كيف تكون مجهول يا أنت وأنت قريب من روحي وانسي في أحلامي من قبل لقاءك كيف ارتسمت لوحة في عقلى قبل أن أراك فكيف تكون مجهولا وفي بحر عينيك شعرت بدفء الوطن ، منذ طفولتي وقد هجرت وطنى الي بلاد أخرى وعندما عدت كنت غريبة في أرض لا تشبهنى ولا تعرفنى الا تلك اللحظة التي أحتضنت فيها رحيق روحي يا…. ومن بين دموعها التي دخلت ملتحمة مع ألوان لوحتها وكأنها تنادي عليه من أعماق وجودها مرددة بشقهة خارجة من قلبها
أين أنت يا أنا ….
يعيديها صوت دقات هاتفها الي الواقع ليكون والدها يعجلها لتلحق بموعد الطائرة لتعود الي مصر مرة أخرى بعد اخر زيارة لها العام الماضى .
يتحرك يعقوب في إتجاه المطار لكي يستقل الطائرة في سفر لعمله ، ومع إرتفاع سلم طائرته وتحركها ناظرا من نافذة الطائرة متأملا الطائرة المجاورة التي هبطت للتو بركابها يشتم من حيث لا يدرى ذلك العطر الذي كان منذ عام مضى عطر بمزيج من الفانليا والورد وكأن انفاسه سلبت للتو من شدة العطر الخفى مستجمعا أنفاسه يراها أمامه على درج الطائرة الاخرى لتسقط من عينيه دمعة ساخنة شوقا لها وهلعا لفقدان أثرها مرة أخرى فهل يعقل أن يطلب من قائد الطائرة أن يعود بإدراجه بعد بداية صعود الطائرة ليقابل مجهولته …
مع خطواتها في أرض المطار شعرت لوهلة من الدقات الزمنية بذلك الدفء ظلت تحوم بعينيها في كل مكان بحثا عنه ولكن لا مجيب لتحضن دقات قلبها شاهقة بدمعة ساخنة تلهب وجنتيها ولا تعلم مصدر ما شعرت به .
بعد مرور عدة أيام أو وحدات زمانية لا يعرفان عددها وكأنه إتفاق مسبق بينهما أن يتوقفا عن حساب الأيام المتبقية لها في بلدها وهو عن حساب الأيام ليعود بيته الذي يقطن فيه مع والدته .
انهى يعقوب سفره ليعود الي بيته فى موعد قريب من الفجر مستيقظا وفي داخله يشعر أنه سيكون صباحا مختلفا لا يعرف مصدر إحساسه كل ما يعرفه أنه يشعر بذلك .
وفي لحظة تناوله الإفطار مع حديث والدته عن عودة إبنة جارتهم يقين تلك الفتاة الصغيرة التي كان يلعب معاها صغيرا وبكى بشدة في طفولته عند رحليها وفي محاولة من ذاكرته لإستدعاء تلك الذكرى من ماضى بعيد ، يدق جرس الباب ليجد يعقوب أمامه رجل توصيل حاملا صندوق يعرف رائحته جيد تلك… ذلك العطر المميز بمزيج من الفانليا والورد ليقطع الرجل شروده : هل هذه شقة رقم ٨ شقة أنسة يقين ؟
يقين … مرددا يعقوب في همس داخلى هل يقين هى… تلك الفتاة فتاة القطار !!! يعيد الرجل سؤاله مرة أخرى لينظر يعقوب الي رقم شقته رقم ٧ ليجد انه قد خرج من مكانه ليكون رقم ٨ وقبل أن يوضح للرجل الأمر سمع تلك النغمة التى لم تبارحه يوما منذ العام الماضى … يسمعنى حين يراقصني بكلمات ليست كالكلمات ليجدها أمامه تنير من شقتها كملاك زار الأرض لتوه وقبل أن تتحدث الي الرجل وقعت عينها على يعقوب لتصرخ شاهقة …. أنت .
مع دقات قلبها المتسارعة بدموع دهشة وشهقات روحه من الفرحة بلقاءها يخرج صوته محملا بحنان كوني قد نبت في قلبه لها وسكن روحه من قبل ميلادهم فالقلوب والأرواح ملك بيد الرحيم الحنان يسكنها بما يشبهها كيفما شاء.
يقين …. أنتي يقين تلك الطفلة الصغيرة التي سكنت روحي منذ طفولتي .
ومن وسط دموعها خرجت كلماتها :
نعم… أنا يقين …. أنت ..يعقوب جاري الصغير الحامى لي دوما في طفولتنا .
وساد الصمت في أصواتهم ولكن بين عيونهم وأرواحهم كانت الكلمات تعجز حتى أن ترسمه على الشفاة ، حديث وشوق روح لدفء وطنها الذي غادرته منذ قرون .
وما بين ذهول رجل التوصيل من ذلك للموقف الغريب وخروج والدة يعقوب متسائلة عما يحدث ، وكأن يقين ويعقوب قد التحما في فضاء خارجى عن كل ما يحيط بيهم من أكوان تقدم اليها محتضنا يديها في شوق مهاجر في صحراء يحلم بشربة من الماء فأهداه الله بئر باردة تطفىء لهيب عطشه وشوقه للنجاة
محتضنا يديها مرردا
هل تقبل أن تكوني سكنى وزوجتي يا أنا ؟
وفي اقل من دقة زمانية وكأنها لا تطيق مرور لحظة أخرى من العمر دون انفاسه جاءه ردها بالموافقة .
لتنطلق زغرودة من والدته وكأنها تنادى كل الكون ليشهد على اجتماع روح يقين ويعقوب الي ما بعد الحياة .
بعد عشرة أيام كانت هي مرتدية ثوب زفافها الأبيض مرصعا بحلى من الفضة وحبات الؤلؤ وتاج يزين خصلات شعرها متعطرة بعطر الفانليا والورد مزيج رقيق كروحها و بحلته البيضاء ورابطة عنق بلون الليل يحتضن يديها ليرقص معاها رقصتهم الأولى لتدق نغمات يسمعنى حين يراقصني محتضا اياه زوجته وسكنه وحبيبته في كل زمان ومكان فقد التقت الروح بنصفها وأكتملت وأشرقت بنورها في سماء الكون هبة من رب العالمين لأرواحهم ليكونا جنة وسكن في جنة الأرض ويكون كل منهما باب لجنة الأخرة للاخر بحفاظه على هبة الله له .
وكانت البداية
عودة معي اعزائي المستمعين
بعد أن قرأت لكم حكاية كلمات
لا أجد ما أعبر به عن تلك لوحة المشاعر الدافئة الا دعاء بيقين أن ينير قلوبنا بحب صادق كيقين ويعقوب .
عن تلك المشاعر عن ذلك الإحساس أكتب كلماتي
خلقنا الله ارواحنا وخلق لكل روح سكن ودفء نص أخر تسكن له تهدأ وتطمئن نصف مهما طالت الأيام سيجده في كل زمان وكل حياة يعيشها وندعو الله أن يرزق كل روح يسكنها تهدئ وتسكن وتطمئن والي اللقاء في حكاية قادمة من صندوق حكايات
حكايات من صندوق الحياة كانت معكم حكايات الراوي
#الكاتبة_ نور _البشرى
#الحكاية_السابعة
#رواية_حكايات_الراوي